إضاءات

   
 


 

 

الرئيسية

سفر المنظومات

صهيل فرس حروري

=> يفتقدك اليمام الشمالي

=> الشعر على المشية الأخرى

=> إضاءات

مقالات

شعر

راسلني

آثار العابرين

 


     
 

إضاءات على قصيدة "صهيل فرس حروري"
 للشاعر عبدالله حمد سعيد
 
من ديوان يحمل نفس العنوان، إصدار الانتشار العربي، ط الأولى. سنة 2005م.
مدخل تاريخي
*حروراء/ قرية ظاهر الكوفة تنسب إليها الحرورية، انظر: الحموي، ياقوت: البلدان، ج2، ص283.
*النهروان/ مدينة صغيرة على أربعة فراسخ من بغداد شرقا. وبها انحاز المحكمة بقيادة الراسبي بعد رفضهم فكرة التحكيم بين علي ومعاوية. الحميري (الروض المعطار) ص 582.
*أو بلال مرداس التميمي/ هو مرداس بن حدير بن عامر الحنظلي (أبو بلال) ويقال له مرداس بن أدية وهي أمه أو جدته. شهد صفين مع الإمام علي وأنكر التحكيم، وشهد النهروان ونجا من الموت، وكان قد صعق لما حل بأقاربه وأقرانه من قتل وتشريد على أيدي إخوانهم في الدين ورأى أن القتال بين أتباع العقيدة الإسلامية السمحة بهذه الطريقة الشرسة أمر لا يصح.
فلجأ إلى البصرة وجنح إلى السلم وعمل على نشر أفكاره بالدعوة والموعظة فلاقت نجاحا كبيرا حتى أن عبيد الله ابن زياد والي العراق عبر عن ذلك بقوله :"لكلام هؤلاء (مرداس واتباعه) أسرع إلى القلوب من النار إلى اليراع"
خروج أبى بلال/ فاشتد أذى هذا الوالي على أبى بلال وأصحابه فخرج ومعه أربعين منهم، معلنا انه لم يخرج ليفسد في الأرض وانه لا يقاتل إلا من قاتله، فوجه إليه ابن زياد جيشا فهزمه أبو بلال ثم وجه إليه جيشا آخر بقيادة عباد المازني الذي غدر بأبي بلال وأصحابه في صلاتهم بعدما وعدهم بأنهم آمنون حتى ينتهوا منها فقتلهم جميعا.
انظر: المبرد، الكامل، ج3. ص 254-344. وكذلك في الطبري.
**************************************
إضاءة لمشاعر ممزوجة بالحس الذاتي/السياسي.
عند ذكر عبد الله حمد سعيد تجد نفسك أمام شاعر عماني من نوع مغاير متميز، شاعر قادر على أن يفجر لغة يمتزج فيها الخيال مع الواقع، التاريخي مع الأسطوري.
كل ذلك بنشوة وموسيقى شجية اسمعه حين يصرخ/ ينشد/يعلن:-
"خروج أبي بلال مرداس بن أدية التميمي
تــائه
دربك شوك والنساء خطايا
غافلا
عن دربك المزحوم الوقت مغطى بالبشارات
مساؤك أعمى" الديوان، ص9
-يتبع ذلك جو من المراوحة ين الذات والموضوع بين ذات الشاعر وموضوعية حديثه عن خروج أبي بلال؛ فيصور لنا اشتراك أبى بلال في الصراع "ادخل الفتنة... تدخل الشمس كقرش ذهبي" ص10
مذكرا بموقف هذا الثائر السياسي " حاملا صورة وجهك لا شي عندك رافضا سيف ابن هند" ص10
رفض السلطة
"ولا حكم إلا لسيف ابن هند" ص10
جبروت التسلط والظلم
 
"تفتش عن حافر لا يقول: الخليفة" ص11
رفض لقمة الهرم السياسي
 
يتخلل تلك المقاطع مقاطع اخرى تصور ذات الشاعر وهواجسه، نحن هنا أمام مزج غريب متطور "يصير الزمان نساء .. وانخاب ليلة سكر" "رأسك الان ثقيل
ككأس معد
فارغ...
كقنينة الليلة الفائتة" ص11
قد يتضح ذلك اكثر من خلال الإحالات او الهوامش التي ضمنها الشاعر نصه الاصلي في عدد من المقاطع: مثل: " (1) سيارة تمر في شخوص الذاكرة /إطارها دم، تخاف الموت انت/ وفي مصباحها فحيح أصفر مشبوه.
(2) رصاصة تمر... تعبر الفضاء/ شهقة المدهوش/ فم في الرمل وال..." ص13 *******************************
إضاءة لصوت النشيج على قتلى النهروان/ حروراء
تتوزع بين مساحات هذه القصيدة مقاطع وأبيات متنوعة تحتل مكانا مهما في بناء النص الشعري، هذه الأبيات تصور الحالة النفسية للموضوع (أبى بلال)
"...وتختم سطرك بالشمع
تصلي على أضلع النهروان
وتذكر قتلاك" ص10
(...حروراء
نصف التواريخ
موت الروايات
حروراء
تعني البداية-دم الذئب يغلي
ليعلن عن لحظة البعث
حروراء كهف الشرارة..) ص14-15
-      في ذاك المقطع نجد اختزال وجع اضطراب الروايات حول وقعة النهروان، حروراء لدى الشاعر لحظة بعث...كهف شرارة ...هي غافة تمنح الأطفال غابا من النار.
-      ثم يصل بنا إلى ذروة الحشد لوهج الوقعة.. النتيجة ثورة شعارها بعث الرصاصة:- "حروراء ضمي أصابع كفي سأعلن بعث الرصاصة" ص15
 
********************************
 
إضاءة على صوت الضمير الشعري، وجوانب أخرى.
 
من أول القصيدة إلى المقطع الأخير الذي أشرنا إليه نجد سيادة صوت ضمير المخاطب (أنت) بعد ذلك نجد التحول إلى ضمير المتكلم (الأنا) "كأني طفل يحاول أن يقنع الليل
أن يستريح ليعرف كيف
ينفذ ألعابه.." ص15
مراوحا بعد ذلك نصه الشعري في الجمع بين الضميرين مخاطبا المساء تارة وذاته تارة أخرى، إلى أن يصل إلى نقطة اتخاذ القرار بالخروج ".. سأخرج لم يبقى شيء يفسر صمتي" ص17
ويبدأ في وصف تحرك أبي بلال وأصحابه موضحا تلك اللحظة التاريخية مازجا بها روح الرفض والرغبة في التغيير، ومشاعر القوة وعلاماتها التي اكتسى بها الثائرون، ثم وقع كل ذلك وأثره على الدولة وجبروتها (الملك الأموي).
"أنصت ..
إني أسمعها
خيل الثورة
أسمع وقع حوافرها
خرجوا
فركوا أعينهم بالكبريت وبالجمر
................
لكأني بالملك الأموي
لكأني بالكون السائر
يخضع لثائر مثل سبية" ص17-18
 
- يقودنا النص بعد ذلك إلى نوع من المونولوج والحوار بين ذات الشاعر وما اسماه "ذئب جسده" = غريزة الشهوة.
"هل تعرف ما قال الذئب مساء ذات اليوم الزئبق؟
سجل:
- كأسي لا اشربه منذ اللحظة إلا ملآنا
................." ص19
ويعود بعد ذلك إلى صوت ذاته ناقلا حركة النص الشعري إلى عالم الخيال والذات وهو هنا يصور مشاعر مكبوتة لجسد عطشان، لروح ضامئة، لقلب ولهان.
 
 
 
***************************
إضاءة على تصوير نهاية الخروج
تصوير اكثر من رائع لنهاية الخروج انه الموت طريق الشراة، يصف المشهد بالاغتيال كون التاريخي يذكر الخديعة والنذالة في قتل من منح الأمان ليصلي...ليعبد ربه:-
"لمن الفرس العابر وسط حروراء
يغتالك سهم مهترئ
يشويك كمأتم هندي
في هذه الأرض المحصورة تاهت أقدامك
في هذه الأرض المحصورة ضيعت رجالك
منهكة خيلك عطشى
غارقة في دمك الأزرق" ص 23-24
 
في الختام احب أن أشير إلى أن المبرد في كامله ساق هذه الأبيات التي نسبها إلى أبي بلال:-
 
أبعد ابن وهب ذي النزاهة والتقى ومن خاض في تلك الحروب المهالكا
احب بـــــقاء أو ارجــي ســـلامة وقد قــــتلوا زيـــد بن حصن ومــالكا
فــــيا رب سلم نــيتي وبـصيرتي وهب لي الــتقى حـــين ألاقي أولئكـــا
المبرد (الكامل) ج3، ص1176. كذلك تجدها عند ابن عبد ربه- العقد ج2 ص99
 
ملحوظة هامة/ هذه مجرد قراءة خاطفة متواضعة لشخص متواضع؛ أعجب بهذا النص الرائع لشاعر عماني لم يسبق له أن قابله أو عرفه، سوى من خلال هذا الديوان وشعره. اسعد الله أوقات الجميع.
 
 
منتديات فرق

 
 

 

 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free