ينام وحيدا بلا آيةٍ أو صلاةْ
ولا امرأةٍ تعرف الفرقَ ...
بين دموعِ المسافرِ
والخمرِ والأنبياءْ
وتغفو على راحتيه
حكايا السقيفةِ
وهما طويلا من الحزن والرفض والكفر بالأوصياءْ
لماذا تنزل هذا النبي المدجج بالكائنات
وضم ضواح من البرق نحو يديه
وكنا نلملم أوراقنا
ونخشى على الجند من فتنة لا نراها
وكنت تفتش بين الطوائف
عن لفظة لم يقلها القتيل
وكنا نفتش بين الطوائف
عن أي شيء
وفي ظل مذبحة لا نراها
يموت الجنود عرايا
وكنا نعد الجنود إلى الحرب
..كنا نفتش أيضا عن الأنبياء
ونخشى عليهم من القتل بين شظايا القذائف .
خرجنا وحيدين في الليل
خلف المعسكر
تركنا الجنود على أهبة الموت
ذهبنا بعيدا
عبرنا شواطئ لا تنتهي
وكان الطريق محاطا برعب خفيّ
ذهبنا بعيدا
بعيدا إلى الله
قلنا نريد أناسا كما نشتهي
وأرضا من الضوء
وشيئا كثيرا من الحب والأمنيات
لكن وجهك غابٌ من الصمت..
تهشم وجهي على ضفتيه
عبرنا أمام الجنود الصغار
إلى ساحة الحرب
وكانت دماؤك برقا غريبا
يسوق العشيرة نحو المطاف الأخير
.......وانتحر الجند
انتحر الجند
بقينا كما ضيع الفجر أفراسهُ .
......
وكنت أخبئ صورتكِ المشتهاةِ
بين كعوب البنادقِ
فوق الرصاص
وحين تموت الرسالة بين شفاه القتيل
شفاه القتيل
شفاه القتيل
وهل لامست شفتاكِ سواي
هل لامست شفتاك سواي
.......
أعرف الآن كم خبأَتني
كما تفعل الأمهات
وكم علمتني ارتياد شقائي
علقت صرة من دعاء على ياقتي
قبلتني
وكانت تناولني وجه جدي
وهل لامست شفتاي سواك
هل لامست شفتاي سواك
تمرغ قلبي على راحتيك
ولملم فجرا طويلا من العشب
ومس تفاصيل وجهك
وكنت أخبئُ صورتك المشتهاة
بين كعوب البنادق
فوق الرصاص
وحين تموت الرسالة بين شفاه القتيل
وكنت أحس الرصاص يذوب على الخوذة العسكرية
كأن الضباع الغريبة تبدأ في نهش قلبي
دمائي ستصنع نهرا صغيرا
لتعبر فيه جنود الطوائف نحو مذابح أخرى
......نهرا صغيرا !
نهرا صغيرا
وهل كنت أغسل كفيك في النهر قبل المتاهة
تذكرتُ
سأغسل كفيك في النهر
كما كنت أفعل قبل انتزاع خلاياي مني
وقبل النهاية
قبل انهيار السماء على الأوصياء
أضمك لا شيء بيني وبينك
غير انكسار المسافة
لا شيء بيني وبينك
وحين أضمك
يمر اليمام الشماليُ
خيطا من اليتم والعري والاشتهاء
....
سأكتب فوق شواهد قبري
كلاما عن الموت فوق شظية
كلاما كثيرا عن الحرب خلف نبي
أرى الآن جيشا من البرق
يمضي إلى قلق مستحيلْ
أرى الآن شيئا بعيدا أسميه اسمي
وشيئا بعيدا بعيدا أسميه أنت .
|